يعتبر الذهب من أهم العناصر الاقتصادية والاستثمارية في العالم، وتتأثر قيمته بعوامل اقتصادية وسياسية متعددة. نتعرف في هذا المقال على أهم العوامل التي تؤدي لارتفاع قيمته أو نزولها مثل العرض والطلب، الاقتصاد العالمي، أسعار الفائدة، وغيرها.

- العرض والطلب
تلعب قوى العرض والطلب دوراً أساسياً في تحديد سعر الذهب. فارتفاع الطلب مع ارتفاع العرض يؤدي إلى ارتفاع الأسعار والعكس صحيح. وبينما يعيش العالم حالة عدم استقرار اقتصادي، يتوجه العديد إلى الذهب كملاذ آمن مما يعزز الطلب ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
- التضخم
ومع زيادة مستوى الأسعار، وقلة قوة الشراء للعملة، فيحتاج الأفراد إلى دفع مبالغ أكبر لشراء الاحتياجات الأساسية. وبهذا تقل قيمة العمل المتداولة، ويزيد الطلب على العمل الآمنة والتي تحفظ قيمتها وعلى رأسها الذهب.

- أسعار الدولار
يؤثر الدولار على أسعار الذهب، وبينهما علاقة عكسية فكلما زاد سعر الدولار قل سعر الذهب والعكس صحيح فعند نزول قيمة الدولار أو عند فقدان استقراره، يتجه الناس إلى شراء الذهب واستثماره للبحث عن الأمان المالي. وقد يحدث العكس، فعند زيادة قيمة الدولار تقل قيمة الذهب فيميل البعض إلى شرائه واستثماره أكثر من الذهب، ويعود هذا لقرارات وتفضيلات شخصية.
- سياسات الفائدة
تؤدي قرارات البنوك المركزية في رفع أو خفض سعر الفائدة سواء لتحفيز الاقتصاد أو مكافحة التضخم إلى تغير أسعار الذهب. فكلما ارتفع سعر الفائدة قلت قيمة الذهب الشرائية. وكلما قل سعر الفائدة يتشجع الناس على الإنفاق وبالتالي زيادة الطلب فتزيد القيمة الشرائية.
- الأوضاع السياسية
تؤثر الأوضاع السياسية والتوترات الجيوسياسية على سوق الذهب وأسعاره بشكل كبير ويشهد الذهب في هذه الأوقات تزايداً في الطلب خاصة مع انهيار العملة، والتوقعات السلبية حيال هذه الأوضاع.

-العملات البديلة
تعتبر العملات الرقمية مثل البيتكوين وغيرها عنصراً هاماً في المشهد المالي، وقد أدى ظهورها إلى تغييرات جوهرية في عالم الاستثمار. وقد تؤثر هذه العملات وقيمتها على اهتمام المستثمرين بالذهب سواء بشكل سلبي أو إيجابي. حيث يرى البعض أن هذه العملات هي الذهب الرقمي، ويفضل البعض معدن الذهب ذات نفسه.
-التكنولوجيا والصناعات الحديثة
يشكل الذهب جزءاً أساسياً في التكنولوجيا وذلك لخصائصه الفريدة في التوصيل الكهربائي والاستقرار الكيميائي مما يجعله مادة مثالية للاستخدام في عدة مجالات مثل الطب والطيران والفضاء. ويؤدي أي تطور في التكنولوجيا إلى ارتفاع الطلب على الذهب وبالتالي زيادة قيمته.
وأخيراً، ترتفع قيمة الذهب في أسواق اليوم كمؤشر قوي على الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة، ويبقى الملاذ الآمن للراغبين في حفظ رأس مالهم الخاص، وللمستثمرين الراغبين في تحقيق عائد ربحي مرتفع أو تنويع محفظتهم الاستثمارية.